بعد فاجعة الإقليمي.. محافظة المنوفية تبرّئ الطريق وتحيل الكارثة إلى "خطأ فردي"

وسط حالة من الغضب الشعبي عقب حادث الطريق الإقليمي المروع بمحافظة المنوفية، والذي أسفر عن مصرع 19 شخصًا غالبيتهم من الفتيات، خرج المتحدث باسم محافظة المنوفية، معتز حجازي، بتصريحات أثارت جدلًا واسعًا بشأن ملابسات الحادث، وتحديد المسؤوليات.

في مداخلة تلفزيونية، أكد حجازي أن لجنة حكومية برئاسة ممثلين عن مجلس الوزراء، والهيئة الهندسية، والشركة الوطنية للطرق والكباري، عاينت موقع الحادث وأفادت بعدم وجود أية مشكلات فنية في الطريق، مشددًا على أن السبب الرئيس يعود إلى "عدم الالتزام بالسرعة"، واصفًا الحادث بأنه "فردي".

وأوضح المتحدث أن الطريق الإقليمي، الممتد على مسافة 360 كيلومترًا، لا يخضع لولاية المحافظات، بل يقع ضمن مسؤوليات هيئة الطرق والكباري، التي سلّمته بدورها إلى الشركة الوطنية للطرق المسؤولة حاليًا عن تشغيله وصيانته. وأشار إلى أن الجزء الواقع في نطاق محافظة المنوفية يبلغ طوله 55 كيلومترًا ويضم 35 كوبريًا و35 نفقًا.

المداخلة لم تمر بهدوء، إذ قاطعته الإعلامية لميس الحديدي قائلة: "حتى لو الطريق مش تحت ولايتكم، فأنتم كمحافظة شايفين الحوادث اليومية؟ لماذا لا تطالبون الجهة المختصة بتكثيف التحذيرات والإرشادات؟ الكارثة واضحة". وأضافت: "هل المطلوب نصدق إن كل هذه الأرواح تُزهق بسبب أخطاء فردية فقط؟ الطريق أصبح معروفًا بلقب 'طريق الموت'، وهذا ليس تريندًا بل توصيفًا لحقيقة دامية".

في المقابل، أصرّ حجازي على أن السائق كان يقود شاحنة نقل ثقيل، خرج من الحارة المخصصة له، واخترق الحواجز الخرسانية ليصطدم وجهًا لوجه بسيارة الضحايا. وبيّن أن النيابة العامة أكدت خروج السائق عن المسار المخصص، وأن تحليل المخدرات أثبت أمورًا - على حد قوله - سيتم الإعلان عنها لاحقًا.

وفي الوقت الذي تتزايد فيه مطالب الأهالي بإقالة الحكومة وتحقيق مساءلة شاملة عن الحادث، أشار حجازي إلى أن الطريق يشهد أعمال تطوير منذ عام بتكلفة تتجاوز مليار جنيه، مؤكدًا أن المحافظة نظمت عزاءً جماعيًا للضحايا، ونسّقت مع الجمعيات والأحزاب لصرف تعويضات بقيمة نصف مليون جنيه لأسر المتوفين. لكن الحديدي علّقت: "المحافظ لم يكن حاضرًا أثناء الجنازة، والمسؤولية لا تتوقف عند صرف الأموال، بل في الحضور والاعتراف بحجم المأساة".

ورغم تبريرات المتحدث، تصاعدت الدعوات لمحاسبة المسؤولين، وسط مطالب بتشكيل لجنة محايدة لمراجعة مستوى الأمان على الطريق، خاصة في ظل استمرار الحوادث الدامية التي حصدت عشرات الأرواح خلال أشهر قليلة.